كل ما تريد معرفته عن ارتجاع الصمام الميترالي

Dr Ahmed Basuni
6 Min Read

ارتجاع الصمام الميترالي هو حالة صحية تؤثر على الصمام الميترالي في القلب. هذا الصمام، الذي يقع بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، يساعد على تنظيم تدفق الدم بين هذين الجزئين من القلب. في حالة ارتجاع الصمام الميترالي، يحدث تدفق غير طبيعي للدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر، ما قد يؤدي إلى مشاكل في وظيفة القلب. دعونا نتعرف على كل ما يتعلق بهذا المرض.


ما هو ارتجاع الصمام الميترالي؟

ارتجاع الصمام الميترالي يحدث عندما لا يغلق الصمام الميترالي بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى الأذين الأيسر أثناء انقباض البطين الأيسر. عادةً، يتم فتح الصمام الميترالي للسماح بتدفق الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، ثم يغلق بإحكام لمنع الدم من الرجوع مرة أخرى. في حالة الارتجاع، يظل الصمام غير مغلق بشكل محكم، مما يؤدي إلى تسرب الدم (أو الرجوع) إلى الأذين.


أنواع ارتجاع الصمام الميترالي:

  1. الارتجاع البسيط:
    • في هذه الحالة، قد يكون الصمام الميترالي غير قادر على إغلاق نفسه بإحكام، لكن التسرب يكون محدودًا ولا يؤثر بشكل كبير على وظيفة القلب.
  2. الارتجاع الشديد:
    • في هذه الحالة، يحدث تسرب دموي كبير، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة حجم الأذين الأيسر أو البطين الأيسر، ما يضع ضغطًا على القلب ويؤدي إلى ضعف وظيفته.

أسباب ارتجاع الصمام الميترالي:

  • التقدم في السن: مع تقدم العمر، قد يضعف الصمام الميترالي مما يؤدي إلى ارتجاعه.
  • التشوهات الخلقية: بعض الأشخاص يولدون مع عيوب خلقية في الصمام الميترالي قد تؤدي إلى الارتجاع.
  • التوسع أو التليف في صمامات القلب: حالات معينة مثل التهاب الشغاف أو العدوى قد تؤدي إلى تلف الصمام.
  • ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي الضغط المستمر على القلب بسبب ارتفاع ضغط الدم إلى ضعف الصمام الميترالي.
  • أمراض صمامات القلب الأخرى: مثل صمامات القلب التي تعاني من التكلس أو التهاب.

أعراض ارتجاع الصمام الميترالي:

قد تتفاوت الأعراض بناءً على شدة ارتجاع الصمام. في بعض الحالات، قد لا يعاني الشخص من أي أعراض (وخاصة في الحالات البسيطة). أما في الحالات الأكثر شدة، فإن الأعراض تشمل:

  1. ضيق التنفس: خاصة عند ممارسة النشاط البدني أو عند الاستلقاء.
  2. الخفقان (تسارع ضربات القلب): قد يشعر المريض بسرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
  3. التعب والإرهاق: بسبب ضعف القلب وعدم قدرته على ضخ الدم بكفاءة.
  4. تورم القدمين والكاحلين: نتيجة لتجمع السوائل بسبب ضعف القلب.
  5. ألم في الصدر: في بعض الحالات، قد يشعر المريض بألم في الصدر مشابه لألم الذبحة الصدرية.
  6. دوخة أو إغماء: نتيجة لضعف تدفق الدم إلى الجسم.

كيف يتم تشخيص ارتجاع الصمام الميترالي؟

عادةً ما يبدأ الأطباء بتقييم التاريخ الطبي وإجراء فحص جسدي للمريض. بعض الفحوصات الشائعة لتشخيص الحالة تشمل:

  1. فحص السمع القلبي (سماع صوت القلب): قد يتمكن الطبيب من سماع صوت غير طبيعي (صوت نفخة) أثناء الفحص، وهو علامة على تسرب الدم عبر الصمام.
  2. تخطيط القلب الكهربائي (ECG): يساعد في مراقبة نشاط القلب واكتشاف أي اضطرابات في ضربات القلب.
  3. الموجات فوق الصوتية للقلب (الإيكو): هو الفحص الأكثر دقة لتحديد شدة الارتجاع وتقييم أداء الصمام.
  4. التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب: قد يُستخدم في بعض الحالات لفحص التفاصيل الدقيقة عن القلب.

علاج ارتجاع الصمام الميترالي:

يعتمد العلاج على شدة الحالة والأعراض. في بعض الحالات البسيطة، قد لا يتطلب الأمر علاجًا خاصًا، لكن في الحالات الأكثر شدة، قد يشمل العلاج:

  1. الأدوية: لتقليل الأعراض مثل ضيق التنفس والخفقان، قد يصف الطبيب أدوية مثل المدرات البولية أو أدوية لتحسين وظيفة القلب.
  2. إصلاح الصمام الميترالي: في الحالات التي يكون فيها التسرب كبيرًا، قد يحتاج الصمام إلى إصلاح جراحي لإعادة بناء الصمام الميترالي ليغلق بشكل صحيح.
  3. استبدال الصمام الميترالي: في حالات نادرة، عندما يكون الصمام تالفًا بشدة ولا يمكن إصلاحه، قد يحتاج المريض إلى استبداله بصمام صناعي.
  4. جراحة القلب: في حالات متقدمة جدًا، قد يكون من الضروري إجراء جراحة لوقف تقدم المرض وتحسين وظيفة القلب.

نصائح للوقاية والتعامل مع الحالة:

  • مراقبة ضغط الدم: الحفاظ على ضغط الدم في المعدل الطبيعي يمكن أن يساعد في الوقاية من تفاقم الحالة.
  • الابتعاد عن التدخين: التدخين يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ويمكن أن يزيد من شدة ارتجاع الصمام الميترالي.
  • النشاط البدني المعتدل: يساعد في تحسين صحة القلب، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل ممارسة التمارين الرياضية.
  • اتباع نظام غذائي صحي: تناول طعام متوازن غني بالفواكه والخضروات يساعد في دعم صحة القلب.

خلاصة: ارتجاع الصمام الميترالي هو حالة قد تؤثر على وظيفة القلب وقد تكون بدون أعراض في المراحل المبكرة، لكنها قد تتسبب في مشاكل صحية مع مرور الوقت. من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية الحياة. إذا كنت تشعر بأي من الأعراض المذكورة، من المهم استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعال.

عن الدكتور أحمد بسيوني السقا


استشاري جراحة القلب بكلية طب عين شمس، متخصص في جراحات القلب بالمنظار، القلب المفتوح، القلب النابض، والتدخل المحدود، بالإضافة إلى جراحات الشريان الأورطي. يتمتع بخبرة كبيرة في إجراء العمليات الدقيقة باستخدام أحدث الأساليب الطبية.

للحجز والاستفسار: 01000765924


أو التواصل مع منسق العيادة: 01066010387

Share This Article
Leave a Comment